حقائق علمية

لماذا ليس لدى الطيور أسنان؟

يشير إجماع علماء الحفريات إلى أن أنواع الطيور تنتسب إلى السلالة الرئيسية للديناصورات منذ أكثر من 100 مليون سنة في الماضي. تشير الأدلة المستمدة من العديد من حفريات الديناصورات إلى وجود أسنان في هذه المخلوقات القديمة، إلا أن الطيور الحالية تظهر منقارًا بلا أسنان. وقد أدى تغير السلالات والأشكال منذ ذلك الحين وحتى الآن إلى نظريات مختلفة تشرح هذا التحول. تفترض إحدى هذه النظريات أن غياب الأسنان عند الطيور اختلف باعتباره سمة مفيدة، مما ساعد في المطاردة الفعالة للفرائس مثل الديدان والحشرات والفقاريات الصغيرة، وكذلك استهلاك البذور والمكسرات، دون إعاقة الأسنان داخل المناقير. علاوة على ذلك، يُعتقد أن هذا التغيير قد أدى إلى تقليل وزن جسم الطيور، مما قد يسهل طيرانها.

(نشير هنا أننا لا نتبنى كلام علماء الحفريات بل ننقله كما هو).

ومع ذلك، فقد تحدت المزيد من الدراسات المعاصرة هذه النظريات التقليدية، وقدمت منظورًا بديلاً. يبدو أن تكوين الأسنان أثناء مرحلة النمو داخل البويضة هو عملية تستغرق وقتًا طويلاً. وعند مقارنتها بالجدول الزمني لنمو الأسنان في الديناصورات، فإن التقديرات تشير إلى أن هذا يمكن أن يشغل ما يصل إلى 60 بالمائة من فترة الحضانة للطيور. وبالتالي فإن عدم نمو الأسنان مكّن الطيور من النضوج والخروج من بيضها بسرعة أكبر، وبالتالي تقليل مدة تعرضها لحالة العزل والثبات. على النقيض من فترات النمو الممتدة داخل البيض التي عاشتها الديناصورات، من المعروف أن العديد من أنواع الطيور الحديثة تفقس في غضون أسابيع، أو حتى أيام بعد وضع البيض.

عند تناول فكرة أن الطيور تمتلك أسنانًا، فمن الجدير بالذكر أن الإكثورنيس (Ichthyornis)، وهو جنس كان موجودًا منذ أكثر من 66 مليون سنة، معروف بأنه أحد آخر الطيور المعروفة التي كان لها هياكل مشابهة لما يمكن أن نطلق عليه الأسنان الحقيقية. في دورة حياة الطيور المعاصرة، تملك معظم الطيور سمة تعرف باسم سن البيضة – وهي بنية متخصصة تشبه السن، تستخدمها فراخ الأنواع المختلفة من البيوض للتحرر من قشر البيض. في حين أن بعض الزواحف مثل السحالي والثعابين تشكل أسنانًا فعلية تمتد إلى ما هو أبعد من مجموعة الأسنان العادية، فقد خلق الله للطيور، جنبًا إلى جنب مع العديد من الكائنات الأخرى التي تضع البيض، بنية كيراتينية مماثلة تخدم غرضًا مماثلاً.

ملخص

1 -نظريات التكيف: غياب الأسنان في الطيور هو تكيف من أجل:

  • سهولة التقاط الفرائس واستهلاك البذور.
  • وزن جسم أخف لطيران أكثر كفاءة.

2 -وقت النمو: تشير الأبحاث الحديثة إلى أن عدم نمو الأسنان يقلل من وقت الحضانة، مما يسمح للطيور بالفقس بشكل أسرع وتكون أقل عرضة للخطر.

3 -أسنان البيض: على الرغم من أن الطيور لا تمتلك أسنانًا حقيقية، إلا أن لديها “أسنان البيض” للمساعدة في الخروج من قشر البيض.

اقرأ أيضاً

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى