أعمال

برنامج تمهير للتدريب على رأس العمل: فرصة لتأهيل الباحثين عن عمل

يعتبر برنامج تمهير للتدريب على رأس العمل إحدى المبادرات الهامة التي أطلقتها البوابة الوطنية للعمل “طاقات” عام 2017. يهدف البرنامج إلى تدريب وتأهيل الباحثين عن عمل من حاملي الشهادات البكالوريوس، الماجستير، والدكتوراه، بالإضافة إلى حملة الدبلومات الصحية، الإدارية، والفنية. يسعى البرنامج إلى دمج هؤلاء الباحثين في سوق العمل من خلال تزويدهم بالمهارات والخبرات اللازمة.

برنامج تمهير يعمل على تدريب المتخرجين في مختلف التخصصات العلمية والمهنية، حيث يتيح لهم الفرصة لاكتساب المعرفة العملية والخبرة الميدانية. يعتبر هذا التدريب فرصة ثمينة لتطوير قدرات الخريجين وتحسين فرصهم في الحصول على وظائف تتناسب مع مؤهلاتهم وتطلعاتهم المهنية. من خلال التدريب العملي، يتمكن الباحثون عن عمل من مواجهة التحديات العملية في بيئة العمل الفعلية، مما يعزز من جاهزيتهم للاندماج في سوق العمل.

فضلاً عن ذلك، يوفر برنامج تمهير فرصاً للتواصل مع أصحاب العمل والمهنيين في مختلف المجالات، مما يمكن الباحثين عن عمل من بناء شبكة علاقات مهنية قوية. هذه الشبكة قد تكون ذات قيمة كبيرة في المستقبل، سواء في العثور على وظيفة أو في تطوير المسار المهني. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمشاركين في البرنامج الحصول على شهادات تدريب معتمدة تثبت كفاءتهم وجديتهم في مجال العمل.

من خلال برنامج تمهير، تسعى “طاقات” إلى تقليل الفجوة بين التعليم الأكاديمي ومتطلبات سوق العمل، مما يساهم في تحسين مستوى التوظيف في المملكة العربية السعودية. يعتمد البرنامج على التعاون مع العديد من الجهات والشركات في القطاعين العام والخاص، لضمان توفير فرص تدريبية متميزة ومتنوعة تلبي احتياجات مختلف التخصصات والمجالات.

اقرأ أيضاً: الاستراتيجية الوطنية السعودية للصناعة

أهداف برنامج تمهير

يسعى برنامج تمهير إلى تحقيق عدة أهداف رئيسية تخدم الباحثين عن عمل في المملكة العربية السعودية. من بين هذه الأهداف، يأتي إكساب المتدربين الخبرات العملية اللازمة في مقدمة الأولويات. من خلال دمج المتدربين في بيئات عمل حقيقية، يتمكن هؤلاء الشباب من اكتساب مهارات عملية تتوافق مع احتياجات سوق العمل الحديث. هذه التجربة العملية تساهم في تعزيز فرص التوظيف الفعلي بعد انتهاء فترة التدريب.

إلى جانب ذلك، يهدف برنامج تمهير إلى توفير بيئة عمل حقيقية للتعلم، حيث يتيح للمتدربين فرصة العمل جنباً إلى جنب مع محترفين في مجالاتهم. هذا التفاعل اليومي مع الزملاء وأصحاب الخبرة يساهم في تحسين مهارات التواصل والعمل الجماعي، مما يجعل المتدربين أكثر جاهزية لمواجهة تحديات سوق العمل.

علاوة على ذلك، يسعى برنامج تمهير إلى المساهمة في تقليل نسبة البطالة بين الباحثين عن عمل من الحاصلين على مؤهلات علمية مختلفة. من خلال توفير فرص تدريبية متخصصة، يتمكن الباحثون عن عمل من تعزيز سيرهم الذاتية وزيادة فرصهم في الحصول على وظائف مناسبة في مجالاتهم. البرنامج يعزز أيضاً من فرص التوظيف الفعلي للمتدربين عبر بناء شبكة علاقات مهنية قوية وتقديمهم لأصحاب العمل المحتملين.

في النهاية، يمثل برنامج تمهير نموذجاً متقدماً للتدريب على رأس العمل، يهدف إلى تأهيل الشباب السعودي لدخول سوق العمل بكفاءة عالية. من خلال تحقيق هذه الأهداف المتعددة، يسهم البرنامج في تعزيز التنمية البشرية والاقتصادية في المملكة، ويدعم رؤية 2030 الهادفة إلى بناء اقتصاد قوي ومستدام يعتمد على الكفاءات الوطنية.

اقرأ أيضاً: الشركة السعودية للتحكم التقني والأمني الشامل ‘تحكم’: الريادة في السلامة العامة والتنقل الذكي

الفئات المستهدفة من البرنامج

يستهدف برنامج تمهير للتدريب على رأس العمل مجموعة متنوعة من الفئات الأكاديمية والمهنية لضمان توفير فرص تطويرية شاملة. يشمل البرنامج حاملي شهادات البكالوريوس، الماجستير، والدكتوراه في مختلف التخصصات العلمية والأدبية. يهدف البرنامج إلى تأهيل هؤلاء الأفراد من خلال تزويدهم بالمهارات العملية اللازمة لمواكبة متطلبات سوق العمل.

بالإضافة إلى ذلك، يرحب برنامج تمهير بحاملي الدبلومات الصحية والإدارية والفنية، مما يعزز من فرصهم في الحصول على تدريب متقدم يمكنهم من تحسين مهاراتهم وزيادة فرص توظيفهم. يتم اختيار المتدربين بناءً على معايير محددة تضمن تحقيق أقصى استفادة ممكنة من البرنامج، بما في ذلك المستوى الأكاديمي والخبرات السابقة والقدرات الشخصية.

من خلال التركيز على هذه الفئات المتنوعة، يسعى برنامج تمهير إلى سد الفجوة بين التعليم النظري والتطبيق العملي، مما يساهم في تأهيل كوادر وطنية قادرة على المنافسة في سوق العمل المحلي والدولي. تدعم هذه المبادرة رؤية المملكة 2030 التي تهدف إلى تنمية رأس المال البشري وتعزيز فرص التوظيف للشباب السعودي.

بفضل هذه الفئات المستهدفة، يضمن برنامج تمهير تحقيق توازن مثالي بين توفير فرص التدريب للمواهب الشابة وبين تلبية احتياجات السوق من الكفاءات المتميزة. هذا يسهم في تحقيق التنمية المستدامة وتقوية الاقتصاد الوطني عبر تأهيل جيل جديد من المهنيين المدربين والمؤهلين على أعلى مستوى.

اقرأ أيضاً: صندوق تنمية الموارد البشرية السعودي (هدف): دعم وتأهيل القوى العاملة الوطنية

آلية الدعم ببرنامج تمهير

يتميز برنامج تمهير بآلية دعم متكاملة تهدف إلى تأهيل الباحثين عن عمل بشكل فعّال. تتضمن هذه الآلية متابعة دقيقة للمتدربين خلال فترة التدريب للتأكد من تحقيق الأهداف المرجوة. يُشرف على المتدربين مدربون مؤهلون يمتلكون الخبرة والمعرفة اللازمة لتوجيه المتدربين نحو التميز. بالإضافة إلى ذلك، يقدم البرنامج دورات تدريبية إلكترونية تغطي مجموعة واسعة من المهارات والمعارف المطلوبة في سوق العمل.

يتم تقييم المتدربين بشكل دوري خلال فترة التدريب لضمان تقدمهم وتحقيقهم لمعايير الأداء المطلوبة. تُجرى هذه التقييمات بواسطة مدربين مختصين يستخدمون معايير دقيقة لتحديد مستوى التحصيل والقدرة على تطبيق المعرفة المكتسبة في بيئة العمل. هذا التقييم الدوري يُمكّن المتدربين من معرفة نقاط القوة والضعف لديهم والعمل على تحسينها بفعالية.

بالإضافة إلى الدعم التدريبي، يقدم برنامج تمهير مكافآت مالية للمتدربين خلال فترة التدريب كحافز إضافي يعزز من التزامهم واستمراريتهم في البرنامج. هذه المكافآت تهدف إلى تخفيف الأعباء المالية على المتدربين وتشجيعهم على بذل المزيد من الجهد لتحقيق النجاح. يُعتبر هذا الدعم المالي جزءًا من استراتيجية شاملة لتمكين الباحثين عن عمل من الدخول إلى سوق العمل بثقة وكفاءة.

بفضل هذه الآلية المتكاملة، يحقق برنامج تمهير أهدافه في تأهيل وإعداد الباحثين عن عمل لسوق العمل، مما يُسهم في تقليل معدلات البطالة ورفع مستوى الكفاءات المهنية في مختلف القطاعات.

اقرأ أيضاً: المرصد الوطني للعمل في السعودية

متطلبات الحصول على شهادة خبرة

للحصول على شهادة خبرة من برنامج تمهير، يجب على المتدرب استيفاء مجموعة من الشروط والالتزامات المحددة. أولاً، يجب أن يكمل المتدرب جميع الدورات التدريبية الإلكترونية المقررة ضمن البرنامج. يُعتبر هذا الشرط أساسياً لضمان اكتساب المتدرب المعرفة والمهارات اللازمة لسوق العمل.

ثانياً، يتعين على المتدرب الحفاظ على نسبة حضور لا تقل عن 75% خلال مدة التدريب في المنشأة المستضيفة. هذا الشرط يبرز التزام المتدرب واستعداده للمشاركة الفعالة في بيئة العمل الحقيقية، مما يعزز فرصه للحصول على شهادة خبرة معترف بها.

ثالثاً، يتوجب على البرنامج تقييم أداء المتدرب بشكل دوري، حيث يُعتمد هذا التقييم كمعيار أساسي لتحديد مدى استفادة المتدرب من التدريب. بالإضافة إلى ذلك، يجب على المتدرب تقديم تقييمه للبرنامج، مما يساعد في تحسين جودة التدريب وتلبية احتياجات المتدربين بشكل أفضل.

أخيراً، يجب على المتدرب الالتزام بأنظمة وقوانين المنشأة المستضيفة وعدم مخالفتها. يُظهر هذا الالتزام المهنية والانضباط، وهما من الصفات المهمة التي يبحث عنها أصحاب العمل في المتقدمين للوظائف. من خلال هذه الشروط، يهدف برنامج تمهير إلى تأهيل المتدربين وتجهيزهم لدخول سوق العمل بكفاءة وثقة.

اقرأ أيضاً: اقتصاد الرعاية في السعودية

فوائد برنامج تمهير للمتدربين

يعد برنامج تمهير للتدريب على رأس العمل فرصة ذهبية للباحثين عن عمل لاكتساب خبرات عملية حقيقية في مجالات متنوعة. من خلال هذا البرنامج، يمكن للمتدربين العمل مباشرة مع شركات ومؤسسات رائدة، مما يتيح لهم التعرف على بيئة العمل الفعلية وتطبيق ما تعلموه في الحياة المهنية. هذا الاحتكاك المباشر يعزز من فهمهم للمهام الوظيفية اليومية ويمنحهم القدرة على التكيف مع متطلبات سوق العمل.

من أهم فوائد برنامج تمهير هو تعزيز فرص التوظيف. حينما يكتسب المتدرب مهارات جديدة ويثبت جدارته في بيئة العمل، يصبح لديه فرصة أكبر للحصول على وظيفة دائمة سواء في نفس المؤسسة التي تدرب فيها أو في مؤسسات أخرى. بالإضافة إلى ذلك، يحظى المتدربون بشهادات خبرة معتمدة عند إتمام البرنامج بنجاح، وهذه الشهادات تعزز من ملفهم الوظيفي وتجعلهم أكثر جاذبية لأصحاب العمل.

كما يلعب برنامج تمهير دوراً مهماً في تحسين المهارات الوظيفية للمتدربين. من خلال المهام التي يقومون بها والتوجيه الذي يحصلون عليه، يمكن للمتدربين تطوير مهاراتهم التقنية والشخصية. على سبيل المثال، يمكنهم تحسين مهارات الاتصال، العمل الجماعي، وإدارة الوقت، وهي مهارات أساسية لأي وظيفة ناجحة.

ولا يقتصر دور تمهير على ذلك فقط، بل يسهم أيضاً في بناء شبكة علاقات مهنية قوية. أثناء فترة التدريب، يتفاعل المتدربون مع زملاء العمل، المشرفين، وربما مع عملاء الشركة، مما يتيح لهم بناء علاقات مهنية قد تكون مفيدة في المستقبل. هذه الشبكة يمكن أن تكون مصدر فرص وظيفية جديدة أو دعم مهني مستمر.

في مجمل القول، برنامج تمهير يقدم للمتدربين مزيجاً من الخبرات العملية، تحسين المهارات، بناء العلاقات، وشهادات معتمدة، مما يجعلهم أكثر استعداداً وجاهزية لسوق العمل التنافسي.

اقرأ أيضاً: ما هي مهام الشركة السعودية للمعلومات الائتمانية ‘سمة’؟

إنجازات برنامج تمهير

منذ إطلاقه في عام 2017، أصبح برنامج تمهير للتدريب على رأس العمل واحداً من أبرز المبادرات التي تستهدف تأهيل الباحثين عن عمل في المملكة العربية السعودية. يُعزى ذلك إلى الجهود المستمرة لتحسين جودة التدريب وزيادة فرص التوظيف. حتى عام 2022، استفاد من البرنامج أكثر من 70 ألف متدرب ومتدربة، مما يعكس الأثر الإيجابي الكبير لهذه المبادرة.

أظهر البرنامج نمواً ملحوظاً في عامي 2021 و2022، حيث شهد ارتفاعًا كبيرًا في عدد الملتحقين. وقد بلغ عدد الملتحقين خلال هذين العامين نسبة 66% من إجمالي المستفيدين منذ بدء البرنامج. هذا النمو يعكس الثقة المتزايدة في فعالية برنامج تمهير وقدرته على توفير التدريب المهني المطلوب.

تُظهر البيانات أن برنامج تمهير لم يكتفِ بزيادة عدد الملتحقين فقط، بل أيضاً بتحقيق نتائج ملموسة في تحسين فرص التوظيف. العديد من المشاركين في البرنامج تمكنوا من الحصول على وظائف دائمة في مختلف القطاعات. يُعزى ذلك إلى التنوع الكبير في البرامج التدريبية المتاحة، والتي تتراوح بين التدريب في المجالات الإدارية والفنية والتقنية.

تجدر الإشارة إلى أن نجاح برنامج تمهير لم يكن ليتحقق دون التعاون الوثيق بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص. هذا التعاون أسهم بشكل كبير في توفير فرص التدريب والتوظيف للمشاركين، مما يعزز من فرصهم في سوق العمل. وبفضل هذه الشراكات، أصبح برنامج تمهير نموذجاً يُحتذى به في مجال التدريب على رأس العمل.

اقرأ أيضاً: الخدمات المهنية في السعودية: تحليل شامل

كيفية التسجيل في برنامج تمهير

يُعتبر برنامج تمهير للتدريب على رأس العمل من أبرز المبادرات التي تهدف إلى تأهيل الباحثين عن عمل وصقل مهاراتهم المهنية. تبدأ عملية التسجيل في برنامج تمهير بزيارة البوابة الوطنية للعمل، المعروفة بـ “طاقات”. يمكن الوصول إلى بوابة “طاقات” من خلال زيارة الموقع الإلكتروني الرسمي، حيث ستجد كافة المعلومات والإرشادات المتعلقة ببرنامج تمهير.

عند الدخول إلى بوابة “طاقات”، يتوجب على الباحث عن عمل إنشاء حساب مستخدم جديد إذا لم يكن يمتلك حساباً مسبقاً. تتطلب عملية التسجيل إدخال البيانات الشخصية والمهنية بشكل دقيق، مثل الاسم، العمر، المؤهل الدراسي، والخبرات العملية السابقة إن وجدت. يجب التأكد من صحة ودقة هذه المعلومات لتجنب أي مشكلات قد تواجه المتقدم لاحقاً.

بعد إنشاء الحساب وملء البيانات اللازمة، يمكن للباحث عن عمل البدء في استعراض الفرص التدريبية المتاحة ضمن برنامج تمهير. تتيح البوابة الوطنية للعمل “طاقات” مجموعة واسعة من الفرص التدريبية في مختلف المجالات والتخصصات، مما يسمح للمتقدمين باختيار الفرصة الأنسب لتطوير مهاراتهم ومعرفتهم.

من المهم أن يلتزم المتقدم بالشروط والمتطلبات المحددة من قبل برنامج تمهير. تتضمن هذه الشروط، على سبيل المثال، أن يكون المتقدم سعودي الجنسية، وأن يكون حاصلاً على درجة البكالوريوس أو الدبلوم، وأن لا يكون قد سبق له الاستفادة من البرنامج. يجب على المتقدمين قراءة وفهم هذه الشروط بعناية لضمان أهليتهم للمشاركة في البرنامج.

التسجيل في برنامج تمهير عبر بوابة “طاقات” يمثل خطوة أولى مهمة نحو بناء مستقبل مهني واعد. من خلال اتباع هذه الخطوات والالتزام بالشروط والمتطلبات، يمكن للباحثين عن عمل الاستفادة من الفرص التدريبية المتاحة وتطوير مهاراتهم بما يتناسب مع متطلبات سوق العمل.

اقرأ أيضاً

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى