البيئةحقائق علمية

هل البرق الكروي موجود؟ تعرف إلى تفاصيل هذا اللغز

لطالما كان البرق الكروي موضوعًا للسحر والغموض. تتجلى هذه الظاهرة النادرة والعابرة كجسم كروي متوهج يظهر أثناء العواصف الرعدية ويظهر سلوكًا يتحدى الفهم الشائع للبرق التقليدي. وعلى الرغم من قرون من الملاحظات، يواصل المجتمع العلمي البحث عن تفسيرات محددة لحدوثه.

يُعدّ البرق الكروي ظاهرة طبيعية غامضة ومثيرة للاهتمام، حيث يتجلى على شكل كرة ضوئية تتراوح أحجامها بين بضعة سنتيمترات إلى عدة أمتار، وتظهر خلال العواصف الرعدية أو أحياناً بشكل منفصل. ورغم مشاهدته من قبل العديد من الأشخاص عبر التاريخ، إلا أن تفسيره العلمي الدقيق يظلّ لغزاً يحاول العلماء فكّه حتى يومنا هذا.

خصائص البرق الكروي

  • الشكل: يتخذ البرق الكروي شكل كرة مضيئة ذات ألوان متعددة، غالباً ما تكون صفراء أو برتقالية أو حمراء، مع إمكانية ظهور ألوان أخرى مثل الأخضر والأزرق.
  • الحجم: يتراوح قطر كرة البرق الكروي عادةً بين 5 و 30 سم، لكن قد تصل بعض الحالات إلى أحجام أكبر تصل إلى متر أو أكثر.
  • الحركة: تتميز حركة البرق الكروي بعدم انتظامها، حيث تتحرك أفقياً أو رأسياً أو بشكل عشوائي، وقد تصدر أصوات طقطقة أو هسهسة.
  • السلوك: قد ينجذب البرق الكروي إلى الأجسام المعدنية أو يمر عبر الأسلاك الكهربائية، كما قد يترك آثاراً من الحروق على ما يلمسه.
  • العمر: تستمر ظاهرة البرق الكروي لعدة ثوانٍ، تتراوح بين بضع ثوانٍ إلى دقائق قليلة، قبل أن تختفي فجأة.

ما هي أسباب البرق الكروي؟

لا يزال سبب حدوث البرق الكروي لغزا يحير العلماء، لكن هناك العديد من الفرضيات التي تسعى جاهدة لشرح هذه الظاهرة الغامضة. إليك شرح مفصل لكل فرضية من الفرضيات الثلاث الرئيسية:

1. فرضية حرق السيليكون

تُعتبر هذه الفرضية من أقدم وأكثر الفرضيات شيوعًا، وتفترض أن البرق الكروي ينشأ عن احتراق جزيئات السيليكون المتواجدة في الغبار أو رمال التربة. وعندما تضرب صاعقة البرق الأرض، فإنها تُسخن الهواء المحيط بها إلى درجات حرارة هائلة، مما يؤدي إلى تبخر بعض المعادن، بما في ذلك السيليكون. تتفاعل هذه الجزيئات المتبخرة مع الأكسجين في الهواء، مُنتجةً ضوءًا وحرارة، وبالتالي تُشكل كرة البرق الكروي.

وتُدعم هذه الفرضية من خلال ملاحظات تفيد بوجود رائحة سيليكون مميزة بعد مشاهدة البرق الكروي. كما تدعمها بعض التجارب المخبرية التي نجحت في محاكاة ظاهرة البرق الكروي باستخدام غبار يحتوي على سيليكون.

2. فرضية الميكرووييف

تُقدم هذه الفرضية تفسيرًا بديلًا للبرق الكروي، حيث تفترض وجود فقاعة من الهواء أو الغاز المتأين تُحاصر موجات ميكرويفية عالية الطاقة. تنشأ هذه الموجات من البرق العادي أو من مصادر أخرى للطاقة الكهرومغناطيسية، وتتفاعل مع جزيئات الهواء لإنتاج الضوء والحرارة.

وتتمتع هذه الفرضية بقدرة تفسير العديد من خصائص البرق الكروي، مثل حركته العشوائية وسلوكه الغير متوقع. كما تدعمها بعض التجارب المخبرية التي نجحت في إنتاج كرات من البلازما باستخدام موجات الميكرووييف.

3. فرضية الطاقة النووية

تُعد هذه الفرضية أكثر الفرضيات غرابة، حيث تُشير إلى أن البرق الكروي ينتج عن تفاعلات نووية صغيرة تحدث داخل الغلاف الجوي. وتفترض هذه الفرضية أن صاعقة البرق قد تُوفر الطاقة اللازمة لبدء تفاعل نووي بين ذرات النيتروجين والأكسجين في الهواء، مما ينتج عنه إطلاق كمية هائلة من الطاقة على شكل ضوء وحرارة.

تُعد هذه الفرضية أقل ترجيحًا من الفرضيات الأخرى، وذلك لقلة الأدلة الداعمة لها. كما أن التجارب المخبرية لم تنجح حتى الآن في إنتاج البرق الكروي من خلال التفاعلات النووية.

ماذا قال العلماء عن ظاهرة البرق الكروي؟

لا يوجد نموذج علمي موحد يفسر جميع خصائص البرق الكروي. تُعاني دراسة هذه الظاهرة من صعوبات كبيرة، لندرتها وسرعة اختفائها. يعتمد العلماء بشكل أساسي على روايات الشهود ومقاطع الفيديو والصور النادرة لفهم هذه الظاهرة.

خاتمة

يُعدّ البرق الكروي ظاهرة طبيعية غامضة تُثير فضول العلماء والناس على حدٍّ سواء. ورغم الجهود المبذولة لفهم هذه الظاهرة، لا تزال العديد من الأسئلة مفتوحة. تُشكل دراسة البرق الكروي تحديًا علميًا هامًا، وفهم آلية عمله قد يُسهم في تطوير فهمنا للظواهر الجوية الأخرى.

اقرأ أيضاً

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى