إن المادة البيضاء التي تنزل غالبًا من السماء عندما تكون بالخارج، والمعروفة عالميًا باسم فضلات الطيور، هي شيء يعرفه معظم الناس تمامًا. ومع ذلك، لا يبدو أننا نواجه خطرًا مماثلاً في شكل بول الطيور السائل. وهذا يدفعنا إلى التساؤل: هل تبول الطيور؟
يتوقف الرد على هذا الاستفسار على تعريفك للتبول. في الأساس، لا داعٍ للقلق بشأن رشك بسائل أصفر فاتح عندما تحلق الطيور فوق رؤوسك، لأن الطيور لا تفرز هذا النوع من البول. ومع ذلك، فإن الإجابة الشاملة على هذا السؤال تظهر من خلال سلسلة من الاستفسارات الأكثر تفصيلاً.
هل تفرز الطيور البول؟
في الواقع، تنتج الطيور البول، لكنه يحتوي على عناصر مختلفة عن بول الثدييات. ومثل الثدييات، تمتلك الطيور كليتين تقومان بتصفية الدم وتنظيم توازن الماء والملح، مما يؤدي إلى طرد الفضلات من الجسم. بينما في البشر، تقوم الكلى بتحويل نفايات النيتروجين الناتجة عن استقلاب الأحماض الأمينية إلى اليوريا، والتي يتم إخراجها بعد ذلك على شكل فضلات في البول المائي. وفي المقابل، تقوم الطيور بتحويل النفايات النيتروجينية الناتجة عن استقلاب الأحماض الأمينية إلى حمض البوليك. يتم طرد هذا في منتج يؤدي نفس وظيفة البول المعتمد على اليوريا، لكن مكوناته المميزة تعطيه مظهرًا مختلفًا. بول الطيور عبارة عن معلق سائل أبيض مملوء ببلورات حمض اليوريك.
ويرتبط سبب وجود البول القائم على حمض اليوريك بالحفاظ على المياه. تعيش الطيور في مجموعة من البيئات التي تعاني من الجفاف بشكل عام، ونتيجة لذلك، تمتلك الطيور تكيفات تساعدها في الحفاظ على المياه. لا يذوب حمض اليوريك بسهولة في الماء، لذلك يمكن طرده بكمية أقل بكثير من الماء مقارنة باليوريا. ولذلك، تنتج الطيور شكلاً من أشكال البول الذي يزيل فضلات الجسم، لكنها تفقد كمية أقل بكثير من الماء في هذه العملية.
هل تقوم الطيور بتخزين البول في المثانة حتى يحين وقت إطلاقه؟
تفتقر الطيور إلى المثانة حيث يتم تخزين البول. عندما تقوم كليتا الطائر بتوليد البول بناءً على حمض البوليك، ينتقل هذا البول إلى أسفل الحالب ويصل إلى مساحة في مجرور الطائر، الذي يحتوي على فتحة يمكنها طرد المواد من الجسم. تقبل الحجرات المذرقية أيضًا البراز وتفرزه من الأمعاء والمواد التناسلية مثل الحيوانات المنوية.
بالنسبة للحيوانات البرية، يعتقد العلماء أن تخزين البول في المثانة يساعد في الهروب من الحيوانات المفترسة. إذا قامت الحيوانات بإفراز البول بشكل مستمر أو متكرر، فإنها ستترك أثرًا للرائحة يمكن أن يجعلها عرضة للحيوانات المفترسة. هذه الميزة المحتملة أقل قابلية للتطبيق على الطيور، حيث إن الطيران يقلل من احتمالية ومخاطر ترك أثر رائحة للحيوانات المفترسة. بالإضافة إلى ذلك، يرى العلماء أن غياب المثانة قد يكون أحد التكيفات العديدة التي تساعد الطيور في الحفاظ على جسم خفيف الوزن، مما يسهل الطيران.
كيف تخرج الطيور البول من أجسامها؟
لا تطرد الطيور البول من أجسامها من خلال فتحة في نهاية مجرى البول. بمجرد أن ينتقل البول عبر الحالب للوصول إلى حجرات المذرق، فإنه يختلط مع البراز ويخرج من جسم الطائر من خلال فتحة المذرق. لذلك، فإن المادة البيضاء التي يشار إليها عادةً باسم فضلات الطيور هي في الواقع مزيج من بول الطيور وبرازها، وغالبًا ما تحتوي على مواد صلبة داكنة مرئية. عند البشر، يخرج البول من خلال فتحة في نهاية مجرى البول، بينما يخرج البراز من خلال فتحة الشرج – وهما فتحتان متميزتان. في الطيور، يؤدي المذرق كلا الوظيفتين. وهو أيضًا فتحة للمواد التناسلية، مما يسمح بخروج الحيوانات المنوية من الجسم عند الذكور ويؤدي إلى قناة البيض والمبيض عند الإناث.
هل هناك أي استثناءات؟
تقوم النعامة بإخراج بولها قبل برازها ومنفصلاً عنه. ومع ذلك، ليس لدى النعامة مثانة منفصلة عن المذرق، حيث تخرج جميع الفضلات من الجسم. يفترض العلماء أن النعامة تخزن البول في حجرة المذرق داخل فتحة المذرق مباشرةً. يمكن أن يزيد حجم هذه الحجرة لتخزين البول، وموقعها يعيق المسار بين فتحة المذرق والقولون، مما يُعتقد أنه يسهل فصل التبول والتغوط. بالإضافة إلى ذلك، تمتلك النعامة عضلات فريدة في حجراتها المذرقية، ونهاية القولون، وعضلة مصرة بين حجرات المذرق والقولون، والتي يُعتقد أنها تساعد في إبقاء البراز منفصلاً.
إذاً، تفرز الطيور البول، لكنه يختلف بشكل كبير عن بول الثدييات. بدلاً من تخزين البول في المثانة مثل الثدييات، تقوم الطيور عادة بدمجه مع البراز في بنية تعرف باسم المذرق (cloaca). يتم بعد ذلك طرد هذا الخليط على شكل عجينة بيضاء مألوفة تتخللها مواد صلبة داكنة، يشار إليها عادة باسم “براز الطيور bird poop”.