يعد بنك أوف أمريكا (BAC) واحدًا من أكبر الشركات المالية وأكثرها تنوعًا في العالم، مع شبكة تضم أكثر من 4000 فرعًا في جميع أنحاء الولايات المتحدة ووجودًا في أكثر من 35 دولة. وتقدم الشركة مجموعة من المنتجات والخدمات، بما في ذلك الخدمات المصرفية وبطاقات الائتمان والرهون العقارية وإدارة الثروات والخدمات المصرفية الاستثمارية والتداول.
في منشور المدونة هذا، سنستكشف سبب كون أسهم Bank of America استثمارًا جيدًا في عام 2024، استنادًا إلى أساسياتها القوية وتقييمها الجذاب وإمكانات النمو. وسنتناول أيضًا بعض المخاطر والتحديات التي تواجهها الشركة وكيفية معالجتها.
أساسيات قوية
يقدم بنك أوف أمريكا أداءً ماليًا قويًا، على الرغم من البيئة الاقتصادية الصعبة الناجمة عن جائحة كوفيد-19. أعلنت الشركة عن دخل صافي قدره 3.14 مليار دولار للربع الرابع من عام 2023، بانخفاض 55.92٪ على أساس سنوي، لكنه تجاوز توقعات المحللين. بلغت إيرادات الشركة 20.86 مليار دولار أمريكي، بانخفاض 11.03% على أساس سنوي، ولكنها أيضًا أعلى من التقديرات المتفق عليها.
وكانت أرباح الشركة مدفوعة بنموذج أعمالها المتنوع، مما ساعد على تعويض تأثير انخفاض أسعار الفائدة وارتفاع تكاليف الائتمان. وشهد قطاع الخدمات المصرفية الاستهلاكية للشركة، والذي يمثل حوالي 40% من إيراداتها، زيادة بنسبة 9% في الودائع وزيادة بنسبة 6% في القروض، مع استمرار العملاء في الادخار والإنفاق وسط الوباء. وشهد قطاع إدارة الثروات والاستثمارات العالمية للشركة، والذي يمثل حوالي 20% من إيراداتها، زيادة بنسبة 10% في الأصول الخاضعة للإدارة وزيادة بنسبة 7% في أرصدة العملاء، حيث سعى المستثمرون للحصول على المشورة والحلول من مستشاري الشركة. وشهد القطاع المصرفي العالمي للشركة، والذي يمثل حوالي 25% من إيراداتها، زيادة بنسبة 21% في رسوم الخدمات المصرفية الاستثمارية وزيادة بنسبة 12% في إيرادات المبيعات والتداول، حيث استفادت الشركة من علاقاتها القوية مع العملاء ومكانتها في السوق. وشهد قطاع الأسواق العالمية للشركة، والذي يمثل حوالي 15% من إيراداتها، زيادة بنسبة 14% في إيرادات المبيعات والتداول وزيادة بنسبة 13% في رسوم الخدمات المصرفية الاستثمارية، حيث استفادت الشركة من التقلبات العالية في السوق ونشاط العملاء.
كما حافظ بنك أوف أمريكا أيضًا على ميزانية عمومية قوية ومركز رأسمالي قوي، مما مكنه من دعم عملائه وموظفيه ومجتمعاته خلال الأزمة. بلغت نسبة الأسهم العادية من المستوى الأول للشركة، وهي مقياس لكفاية رأس المال، 11.9% في نهاية عام 2023، وهو أعلى بكثير من الحد الأدنى التنظيمي البالغ 4.5%. وبلغت نسبة تغطية السيولة للشركة، وهي مقياس لقدرتها على الوفاء بالتزاماتها قصيرة الأجل، 122% في نهاية عام 2023، وهو أعلى بكثير من الحد الأدنى التنظيمي البالغ 100%. بلغ عائد الشركة على الأصول، وهو مقياس لربحيتها، 0.4% لعام 2023 بأكمله، بانخفاض من 1.2% في عام 2022، لكنه لا يزال إيجابيًا. بلغ العائد على حقوق الملكية للشركة، وهو مقياس لكفاءتها، 4.1% لعام 2023 بأكمله، بانخفاض من 10.6% في عام 2022، لكنه لا يزال أعلى من تكلفة حقوق الملكية.
كما أعاد بنك أوف أمريكا القيمة إلى مساهميه، على الرغم من القيود التي فرضها الاحتياطي الفيدرالي على توزيعات الأرباح وإعادة شراء الأسهم. دفعت الشركة أرباحًا ربع سنوية قدرها 0.24 دولارًا أمريكيًا للسهم الواحد في عام 2023، دون تغيير عن عام 2022، وحققت عائدًا بنسبة 2.93٪ اعتبارًا من 19 يناير 2024. كما استأنفت الشركة برنامج إعادة شراء أسهمها في الربع الأول من عام 2024، بعد حصولها على موافقة الحكومة الفيدرالية. احتياطي. وتخطط الشركة لإعادة شراء ما يصل إلى 25 مليار دولار من أسهمها خلال الأرباع الأربعة المقبلة، وهو ما يمثل حوالي 10% من قيمتها السوقية اعتبارًا من 19 يناير 2024.
تقييم جذاب
يتم تداول أسهم Bank of America بتقييم جذاب مقارنة بأقرانها ومتوسطاتها التاريخية. اعتبارًا من 19 يناير 2024، يتم تداول السهم بسعر 32.22 دولارًا أمريكيًا للسهم الواحد، مما يعني أن نسبة السعر إلى الأرباح (P / E) تبلغ 10.43 دولارًا أمريكيًا، بناءً على أرباح السهم اللاحقة لمدة 12 شهرًا البالغة 3.08 دولارًا أمريكيًا. وهذا أقل من متوسط نسبة السعر إلى الربحية البالغة 13.6 لقطاع الخدمات المالية في مؤشر ستاندرد آند بورز 500، وأقل من متوسط نسبة السعر إلى الربحية البالغة 12.4 لتاريخ الشركة الممتد لخمس سنوات. يتم تداول السهم أيضًا بنسبة السعر إلى القيمة الدفترية البالغة 0.97، بناءً على القيمة الدفترية للسهم البالغة 33.17 دولارًا أمريكيًا اعتبارًا من 31 ديسمبر 2023. وهذا أقل من متوسط نسبة السعر إلى القيمة الدفترية البالغة 1.4 للسهم الواحد. قطاع الخدمات المالية في مؤشر ستاندرد آند بورز 500، وأقل من متوسط نسبة السعر إلى القيمة الدفترية البالغة 1.1 لتاريخ الشركة الممتد لخمس سنوات.
ويعكس التقييم المنخفض للسهم شكوك السوق بشأن آفاق نمو الشركة، وسط حالة عدم اليقين والرياح المعاكسة الناجمة عن الوباء. ومع ذلك، نعتقد أن السوق يقلل من تقدير مرونة الشركة وإمكاناتها، وأن السهم يوفر هامشًا كبيرًا من الأمان وإمكانات الاتجاه الصعودي للمستثمرين على المدى الطويل.
إمكانات النمو
يتمتع بنك أوف أمريكا بالعديد من فرص النمو، سواء على المدى القريب أو على المدى الطويل، والتي يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع إيراداته وأرباحه في المستقبل. بعض هذه الفرص تشمل:
التعافي من الوباء: مع طرح لقاحات كوفيد-19 وإعادة فتح الاقتصاد، نتوقع أن تستفيد الشركة من التحسن في ثقة المستهلكين والشركات والإنفاق والاقتراض. ومن الممكن أن تشهد الشركة أيضًا انخفاضًا في خسائرها الائتمانية ومخصصاتها، مع تحسن جودة محفظة قروضها. ومن الممكن أن تستفيد الشركة أيضًا من زيادة أسعار الفائدة، حيث يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي بتشديد سياسته النقدية استجابة للانتعاش الاقتصادي. وتقدر الشركة أن زيادة أسعار الفائدة بمقدار 100 نقطة أساس يمكن أن تعزز صافي دخل الفوائد بمقدار 8.2 مليار دولار على مدى الأشهر الـ 12 المقبلة.
التحول الرقمي: تستثمر الشركة بكثافة في قدراتها الرقمية لتعزيز تجربة عملائها وكفاءتها وابتكارها. لدى الشركة أكثر من 39 مليون مستخدم رقمي نشط، وأكثر من 30 مليون مستخدم نشط للهواتف المحمولة، الذين يستخدمون منصات الشركة عبر الإنترنت والهواتف المحمولة للوصول إلى حساباتهم، وإجراء الدفعات، وتحويل الأموال، والتقدم بطلب للحصول على القروض، والحصول على المشورة المالية. وتقوم الشركة أيضًا بتوسيع شبكتها من أجهزة الصراف الآلي (ATMs) والمراكز المتقدمة، والتي توفر المزيد من الراحة والأداء لعملائها. وتمتلك الشركة أكثر من 16000 جهاز صراف آلي وأكثر من 1000 مركز متقدم، مما يتيح للعملاء إيداع الشيكات وسحب النقود والتفاعل مع ممثلي الشركة عبر الفيديو. وتستفيد الشركة أيضًا من قدراتها في مجال الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات، لتوفير رؤى وحلول شخصية واستباقية لعملائها، مثل إيريكا، مساعدتها المالية الافتراضية. وقد ساعد التحول الرقمي للشركة على تقليل تكاليف التشغيل، وزيادة رضا عملائها، وتوليد المزيد من فرص البيع المتبادل.
التوسع الدولي: تتمتع الشركة بحضور كبير وميزة تنافسية في الولايات المتحدة، وهو ما يمثل حوالي 90% من إيراداتها. ومع ذلك، تتمتع الشركة أيضًا بحضور متزايد ومربح في الأسواق الدولية، مما يوفر المزيد من إمكانات النمو وفوائد التنويع. تعمل الشركة في أكثر من 35 دولة، وتخدم أكثر من 12 مليون عميل و300000 شركة. تشمل القطاعات الدولية للشركة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا (EMEA)، والتي تمثل حوالي 6٪ من إيراداتها؛ منطقة آسيا والمحيط الهادئ، والتي تمثل حوالي 3% من إيراداتها؛ وأمريكا اللاتينية وكندا، والتي تمثل حوالي 1% من إيراداتها. تقدم القطاعات الدولية للشركة مجموعة من المنتجات والخدمات، بما في ذلك الخدمات المصرفية للشركات والاستثمارية، وإدارة الثروات والاستثمارات، والخدمات المصرفية للأفراد والشركات الصغيرة. وتركز الشركة على توسيع تواجدها وقدراتها في الأسواق ذات النمو المرتفع والإمكانات العالية، مثل الصين والهند والبرازيل والمكسيك، حيث ترى طلبًا قويًا وفرصًا لمنتجاتها وخدماتها.