تشير المعتقدات التقليدية إلى أن السباحة بعد تناول الطعام خطيرة ما لم تمر مدة محددة، تتراوح عادة من 30 دقيقة إلى ساعتين. تفترض هذه الفكرة أن البواب، البوابة من المعدة إلى الأمعاء، قد يتشنج، مما يعوق قدرة السباح على البقاء طافياً. ومع ذلك، فإن الأدلة العلمية لا تدعم هذا الادعاء.
من أول تناول للطعام إلى خروجه من المعدة، تمر فترة أربع ساعات تقريباً. في هذه الفترة، يتم تخصيص الموارد مثل الأكسجين والطاقة لعملية الهضم، وتحويلها من وظائف الجسم الأخرى مثل تعزيز الحركة أو تبديد حمض اللاكتيك المتراكم في العضلات أثناء النشاط البدني. ومع ذلك، فإن احتمال التعرض لتشنجات في المعدة أثناء الأنشطة المائية لا يكاد يذكر، بغض النظر عن آخر وقت تناول فيه السباح وجبة طعام. على الرغم من حدوث تشنجات العضلات، إلا أنها عادة ما تكون مصدر إزعاج بسيط.
لقد تم دحض الفرضية التي تربط الاستهلاك بخطر الغرق من خلال الأبحاث الطبية، حيث تتحدى المقالات العلمية التي يعود تاريخها إلى الخمسينيات من القرن الماضي وجود أي ارتباط من هذا القبيل. ويبقى السؤال: ما هو السبب الجذري لهذا الفهم الخاطئ الدائم؟
يبدو أن الإرشادات الأولية في هذا الشأن يمكن إرجاعها إلى الدليل الافتتاحي للكشافة الأمريكية، الذي نُشر عام 1911. وقد قدم هذا الدليلُ ملاحظةً تحذيرية للشباب، محذراً من ممارسة أنشطة السباحة قبل هضم وجبة كاملة. يمكن أن تؤدي الوجبة دائماً إلى تشنجات العضلات، حيث قال:
من الأخطاء الشائعة بين السباحين الصغار دخول الماء قبل الأوان بعد تناول الوجبة. في هذا الوقت، تشارك المعدة والأعضاء الهضمية الأخرى بنشاط في معالجة الطعام لاستخدامه عن طريق الدم وبقية الجسم. إذا تم استخدام هذه الأعضاء فجأة لدعم متطلبات السباحة، فإن التحول المفاجئ يمكن أن يطغى عليها، مما يوقف عملية الهضم. هذا يمكن أن يؤدي إلى احتقان الأوعية الدموية وقد يعجل بتشنجات العضلات المنهكة.
إذاً هل صحيح أن السباحة بعد الأكل خطيرة؟
السباحة بعد الأكل ليست خطرة بطبيعتها؛ لقد فضح علم الطب الأسطورة التي تؤدي إلى الغرق. ويستمر هذا الاعتقاد منذ النصائح التحذيرية المبكرة، لكن خطر حدوث التشنجات ضئيل وغير مرتبط بحوادث خطيرة.
هل السباحة بعد الأكل تؤدي إلى حدوث نوبات قلبية؟
السباحة بعد الأكل لا تسبب النوبات القلبية بشكل مباشر. على الرغم من أنه لا يُنصح بالسباحة بمعدة ممتلئة للأشخاص الذين يعانون من أمراض قلبية معينة بسبب زيادة الضغط على القلب، إلا أنه لا يوجد أساس علمي يربطها بزيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية لدى عامة الناس. من الأفضل دائماً استشارة مقدم الرعاية الصحية للحصول على مشورة شخصية، خاصة إذا كان الشخص يعاني من حالة قلبية موجودة مسبقاً.