يُعد صندوق تنمية الموارد البشرية (هدف) من أهم المؤسسات التي تسعى لدعم وتأهيل القوى العاملة الوطنية في المملكة العربية السعودية. تأسس الصندوق بموجب قرار مجلس الوزراء في 29 ربيع الآخر 1421هـ/31 يوليو 2000م ويقع مقره الرئيس في العاصمة الرياض. يهدف الصندوق إلى تعزيز فرص التوظيف وتطوير المهارات المهنية للقوى العاملة السعودية، من خلال تقديم مجموعة واسعة من البرامج والخدمات التي تلبي احتياجات سوق العمل.
يعمل صندوق تنمية الموارد البشرية على تقديم الدعم المالي والتدريبي للأفراد والشركات، بهدف رفع مستوى الكفاءات الوطنية وتشجيع توظيف السعوديين في القطاعين الخاص وغير الربحي. تتنوع برامج الصندوق لتشمل تدريب الخريجين الجدد، تطوير المهارات المهنية للعاملين، دعم ريادة الأعمال، وتقديم الاستشارات المهنية.
من بين الأهداف الرئيسية للصندوق، تقليل نسبة البطالة في المملكة، وزيادة نسبة مشاركة السعوديين في القوى العاملة، وتحقيق التنمية المستدامة من خلال تحسين جودة القوى العاملة الوطنية. بفضل هذه الجهود، يسهم الصندوق في تحقيق رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد السعودي وزيادة الاعتماد على الكفاءات الوطنية.
تتضمن المبادرات التي يديرها الصندوق برامج تدريبية متخصصة، دعم مالي للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، برامج توجيه وإرشاد مهنية، وتقديم حوافز مالية للشركات التي توظف السعوديين. بفضل هذه الجهود المتواصلة، يسهم صندوق تنمية الموارد البشرية في بناء مستقبل أفضل للقوى العاملة الوطنية وتعزيز الاستقرار الاقتصادي في المملكة.
اقرأ أيضاً: إستراتيجية السياحة الرقمية في المملكة العربية السعودية
أهداف صندوق تنمية الموارد البشرية
يهدف صندوق تنمية الموارد البشرية (هدف) إلى تحقيق مجموعة من الأهداف الرئيسية التي تدعم القوى العاملة الوطنية وتعزز من قدراتها. من بين هذه الأهداف، يأتي تعزيز فرص التوظيف في مقدمة الأولويات، حيث يعمل الصندوق على توفير فرص عمل مستدامة للمواطنين من خلال برامج دعم مختلفة.
كما يسعى “هدف” إلى رفع مستوى مهارات العاملين من خلال تقديم برامج تدريبية متخصصة وتطوير مهني مستمر. يحرص الصندوق على تزويد القوى العاملة بالمهارات اللازمة التي تتماشى مع احتياجات سوق العمل المتغيرة، مما يسهم في تحسين كفاءة العاملين وزيادة إنتاجيتهم.
دعم التدريب والتطوير المهني هو أحد الأهداف الأساسية التي يركز عليها الصندوق. من خلال توفير فرص تدريبية مدعومة، يهدف الصندوق إلى تجهيز الكوادر الوطنية بالمعارف والخبرات المطلوبة لمواجهة تحديات سوق العمل. هذه البرامج التدريبية تشمل مجالات متنوعة وتستهدف مختلف الفئات العمرية والمستويات التعليمية.
تحفيز القطاع الخاص على توظيف الكوادر الوطنية يعتبر أيضًا من الأهداف الجوهرية لصندوق تنمية الموارد البشرية. يعمل الصندوق على تقديم حوافز ودعم مالي للشركات والمؤسسات التي تلتزم بتوظيف المواطنين، مما يسهم في خلق بيئة عمل مشجعة ومحفزة لتوظيف القوى العاملة الوطنية.
ومن بين الأهداف المهمة أيضًا، يسعى الصندوق إلى تقليل نسبة البطالة من خلال توفير فرص عمل مستدامة ومناسبة للمواطنين. يركز الصندوق على دعم المبادرات والمشاريع التي تسهم في خلق فرص عمل جديدة ومتنوعة، مما يساعد في تحقيق استقرار وظيفي واقتصادي للأفراد والمجتمع بشكل عام.
اقرأ أيضاً: منصة مدرستي: رحلة التعليم عن بعد في المملكة العربية السعودية
مهام صندوق تنمية الموارد البشرية
يعتبر صندوق تنمية الموارد البشرية (هدف) من المؤسسات الرائدة في دعم وتطوير القوى العاملة الوطنية في المملكة. يقوم الصندوق بمجموعة من المهام الحيوية التي تهدف إلى تعزيز مهارات وكفاءات العاملين، وتوفير بيئة عمل مناسبة لهم. من أبرز هذه المهام تقديم برامج تدريبية متقدمة تهدف إلى تأهيل الأفراد لسوق العمل، ومواكبة التطورات التكنولوجية والصناعية الحديثة. هذه البرامج تشمل مختلف القطاعات والوظائف، مما يساهم في سد الفجوة بين متطلبات السوق ومهارات الباحثين عن العمل.
بالإضافة إلى ذلك، يوفر الصندوق دعماً مالياً للباحثين عن عمل، وذلك من خلال برامج دعم الرواتب والمكافآت، التي تساهم في تحفيز الأفراد على البحث عن وظائف تتناسب مع مهاراتهم وطموحاتهم. هذه البرامج تشمل أيضاً تقديم استشارات مهنية تساعد الباحثين عن العمل على تحديد مساراتهم المهنية وتطوير خططهم المستقبلية.
من ناحية أخرى، يدعم صندوق تنمية الموارد البشرية الشهادات المهنية الاحترافية، مما يتيح للعاملين الحصول على مؤهلات معترف بها دولياً تعزز من فرصهم في سوق العمل. هذه الشهادات تشمل مجالات مختلفة مثل الإدارة، الهندسة، وتكنولوجيا المعلومات، مما يضمن توافر كوادر وطنية مؤهلة في مختلف القطاعات.
وأخيراً، يقدم الصندوق حوافز للقطاع الخاص لتوظيف الكوادر الوطنية، من خلال تقديم دعم مالي للشركات التي تقوم بتوظيف وتدريب المواطنين السعوديين. هذه الحوافز تشمل تخفيض تكاليف التوظيف والتدريب، مما يشجع الشركات على الاستثمار في الموارد البشرية الوطنية. من خلال هذه المهام المتنوعة، يسعى صندوق تنمية الموارد البشرية إلى تحقيق هدفه الرئيسي في دعم وتأهيل القوى العاملة الوطنية، وخلق بيئة عمل مستدامة ومزدهرة.
اقرأ أيضاً: المرصد الوطني للعمل في السعودية
إنجازات صندوق تنمية الموارد البشرية
لقد حقق صندوق تنمية الموارد البشرية العديد من الإنجازات البارزة منذ تأسيسه، ما يجعله جهة رئيسية في دعم وتأهيل القوى العاملة الوطنية. من أبرز هذه الإنجازات توقيع اتفاقيات تعاون مع مختلف القطاعات، مما يتيح فرصًا واسعة للتوظيف والتدريب. تسعى هذه الاتفاقيات إلى تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وبالتالي توفير بيئة عمل مواتية للمواطنين.
على صعيد آخر، تمكن الصندوق من تحقيق نسب توظيف عالية للمواطنين من خلال مبادراته وبرامجه المختلفة. هذه الجهود لم تقتصر على توفير فرص العمل فقط، بل شملت أيضًا تقديم الدعم المالي لمئات الآلاف من الباحثين عن عمل، مما يسهم في تحقيق الاستقرار المالي والاجتماعي للعديد من الأسر.
كما أطلق الصندوق مجموعة من المبادرات والبرامج التدريبية المبتكرة التي تهدف إلى رفع كفاءة ومهارات القوى العاملة الوطنية. تضم هذه البرامج دورات تدريبية متخصصة في مجالات متنوعة تتماشى مع احتياجات السوق السعودي المتجددة. من خلال هذه البرامج، يسعى الصندوق إلى تعزيز جاهزية القوى العاملة الوطنية لمواكبة التطورات التقنية والاقتصادية العالمية.
كل هذه الإنجازات تُسهم في تعزيز دور صندوق تنمية الموارد البشرية كجهة رئيسية لدعم القوى العاملة الوطنية. بفضل هذه الجهود، أصبح الصندوق رمزًا للتطوير والتأهيل داخل المملكة، مما يعزز من تنافسية الاقتصاد السعودي على الصعيدين الإقليمي والعالمي.
اقرأ أيضاً: رأس تناقيب: مركز توسع الأعمال البحرية في أرامكو السعودية
برامج دعم التدريب
أطلق صندوق تنمية الموارد البشرية (هدف) عدة برامج لدعم التدريب والتأهيل للكوادر الوطنية، مما يساهم في تعزيز مهارات العاملين وزيادة فرص توظيفهم في سوق العمل. من بين هذه البرامج، يبرز برنامج ‘تمهير’ الذي يُعنى بتدريب الخريجين الجدد على رأس العمل، حيث يُتيح لهم فرصة اكتساب الخبرة العملية في بيئات العمل الحقيقية، مما يسهم في تحسين جاهزيتهم لسوق العمل.
برنامج ‘دروب’ هو برنامج آخر يهدف إلى تطوير المهارات الأساسية والمهنية للأفراد، من خلال توفير مجموعة متنوعة من الدورات التدريبية الإلكترونية. يتيح هذا البرنامج للمتدربين فرصة تنمية مهاراتهم في مجالات متعددة، مما يعزز من قدرتهم على تلبية متطلبات سوق العمل المتغيرة.
أما برنامج ‘صيفي’، فيستهدف تدريب الطلاب خلال العطلة الصيفية، حيث يتم توجيههم للعمل في مؤسسات وشركات مختلفة لاكتساب الخبرة العملية والمهنية. يهدف هذا البرنامج إلى إعداد الطلاب لسوق العمل من خلال منحهم فرصة التعرف على بيئة العمل الحقيقية والتفاعل مع أصحاب العمل.
برنامج ‘ماهر’ يركز على دعم التدريب المهني، من خلال توفير برامج تدريبية متخصصة تهدف إلى تأهيل الأفراد للعمل في مهن مختلفة، مما يسهم في سد الفجوة بين متطلبات سوق العمل ومهارات القوى العاملة الوطنية.
بالإضافة إلى ذلك، يقدم صندوق هدف برنامج ‘دعم الشهادات المهنية الاحترافية’ الذي يهدف إلى تحفيز الأفراد على الحصول على شهادات معترف بها دوليًا في مجالاتهم المهنية. يعزز هذا البرنامج من قيمة العاملين في سوق العمل، ويزيد من فرصهم في الحصول على وظائف مرموقة ومجزية.
من خلال هذه البرامج المتنوعة، يسعى صندوق تنمية الموارد البشرية إلى تحسين المهارات وتعزيز القدرات التنافسية للعاملين، مما يسهم في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المملكة العربية السعودية.
اقرأ أيضاً: مركز تخطيط وتنظيم توريد الزيت في أرامكو السعودية “ospas”
برامج دعم التوظيف
يقدم صندوق تنمية الموارد البشرية مجموعة متنوعة من البرامج لدعم التوظيف، التي تهدف إلى تعزيز فرص العمل وتحسين بيئة العمل في المملكة العربية السعودية. من أبرز هذه البرامج هو برنامج “حافز”، الذي يدعم الباحثين عن عمل من خلال تقديم مساعدات مالية ودورات تدريبية لتأهيلهم لسوق العمل. هذا البرنامج يساعد في تقليل نسبة البطالة من خلال تقديم الدعم للأفراد الباحثين عن فرص وظيفية.
برنامج آخر هو “توافق”، الذي يركز على دعم توظيف ذوي الإعاقة. من خلال هذا البرنامج، يمكن لذوي الإعاقة الحصول على فرص وظيفية تتناسب مع قدراتهم، ما يعزز من دورهم في المجتمع وسوق العمل. بالإضافة إلى ذلك، يقدم برنامج “سبل” إرشادات وتوجيهات للباحثين عن عمل، مما يسهل عليهم العثور على الوظائف المناسبة ويعزز من فرصهم في التوظيف.
ويعد برنامج “قرة” من المبادرات الهامة التي تهدف إلى دعم العاملات من خلال توفير خدمات حضانة الأطفال. هذا البرنامج يساعد الأمهات العاملات على الموازنة بين واجباتهن الوظيفية والأسرية، مما يساهم في زيادة مشاركة المرأة في سوق العمل. بالمثل، يشجع برنامج “تمكين عمل المرأة” على تعزيز دور النساء في بيئة العمل من خلال توفير الدعم اللازم لهن.
كما يقدم برنامج “تسعة أعشار” دعماً كبيراً لرواد الأعمال من خلال توفير الموارد والأدوات التي تساعدهم على بدء مشاريعهم الخاصة وتنميتها. هذا البرنامج يهدف إلى تعزيز ريادة الأعمال، ما يسهم في تنويع مصادر الدخل وخلق فرص عمل جديدة في السوق.
من خلال هذه البرامج المتنوعة، يسعى صندوق تنمية الموارد البشرية إلى تحقيق التنمية المستدامة للقوى العاملة الوطنية، وتعزيز دور مختلف الفئات في المجتمع وسوق العمل. هذه الجهود تساهم في تحقيق رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى بناء اقتصاد مزدهر ومجتمع حيوي يعتمد على كوادر وطنية مؤهلة.
اقرأ أيضاً: الصناعة في السعودية: تاريخها وإستراتيجيتها وبرامج تطويرها
البوابات الإلكترونية
أطلق صندوق تنمية الموارد البشرية عدة بوابات إلكترونية لدعم الباحثين عن عمل وأصحاب الأعمال، ومن أبرز هذه البوابات ‘البوابة الوطنية للعمل (طاقات)’ و’البوابة السعودية للموارد البشرية’. توفر هذه البوابات الإلكترونية منصات متكاملة تهدف إلى تسهيل عملية البحث عن عمل وتقديم الدعم اللازم للعاملين وأصحاب الأعمال.
تُعد ‘البوابة الوطنية للعمل (طاقات)’ واحدة من الأدوات الرئيسية التي تُسهم في ربط الباحثين عن عمل بفرص العمل المتاحة في مختلف القطاعات. هذه البوابة توفر قاعدة بيانات شاملة للوظائف المتاحة، وتتيح للمستخدمين إنشاء سير ذاتية وتقديم طلبات التوظيف بسهولة. بالإضافة إلى ذلك، تقدم ‘طاقات’ برامج تدريبية متنوعة تهدف إلى تحسين مهارات الباحثين عن عمل وزيادة فرصهم في الحصول على وظائف مناسبة.
من جهة أخرى، تُقدم ‘البوابة السعودية للموارد البشرية’ مجموعة من المعلومات والخدمات المتكاملة التي تستهدف تعزيز قدرات الموارد البشرية في المملكة. هذه البوابة تشمل معلومات حول القوانين واللوائح المتعلقة بالعمل، وأفضل الممارسات في إدارة الموارد البشرية، بالإضافة إلى أدوات ونماذج تساعد أصحاب الأعمال على تحسين استراتيجياتهم في إدارة الموظفين. بذلك، تُعد هذه البوابة أداة مهمة لكل من الأفراد والشركات في سعيهم لتحقيق التميز في مجال الموارد البشرية.
تعكس هذه المبادرات التزام صندوق تنمية الموارد البشرية بتقديم الدعم المتواصل للعاملين وأصحاب الأعمال، وتوجيههم نحو تحقيق أفضل النتائج في سوق العمل. بفضل هذه البوابات الإلكترونية، أصبح من السهل على الباحثين عن عمل الوصول إلى الفرص المتاحة، وكذلك على أصحاب الأعمال العثور على الكفاءات التي تساهم في نمو وتطوير أعمالهم.
اقرأ أيضاً: تربية الدواجن في السعودية: دعم وتطور واستدامة
برنامج النقل الموجّه
يعد برنامج “النقل الموجّه” من بين المبادرات التي أطلقها صندوق تنمية الموارد البشرية (هدف) لدعم العمل الحر. يهدف البرنامج إلى تقديم الدعم المالي للسائقين العاملين في تطبيقات النقل التشاركي، مثل “أوبر” و”كريم”. يسهم البرنامج في توفير فرص عمل مرنة وزيادة دخل العاملين في هذا القطاع، مما يعزز من فرص العمل الحر في المملكة.
تتمثل أهمية برنامج النقل الموجّه في كونه يوفر فرص عمل متنوعة للسائقين، مما يتيح لهم العمل بمرونة تتناسب مع ظروفهم الشخصية والمهنية. بالإضافة إلى ذلك، يسهم الدعم المالي المقدم من صندوق تنمية الموارد البشرية في تخفيف الأعباء المالية على السائقين، مما يمكّنهم من تحقيق دخل إضافي يعزز من استقرارهم المالي.
علاوة على ذلك، يسهم البرنامج في دعم الاقتصاد الوطني من خلال زيادة عدد العاملين في قطاع النقل التشاركي، وهو أحد القطاعات الحيوية التي تشهد نموًا ملحوظًا في المملكة. كما يعزز البرنامج من ثقافة العمل الحر، ويشجع الأفراد على الاستفادة من الفرص المتاحة في هذا المجال، مما يسهم في تحقيق رؤية المملكة 2030 الهادفة إلى تنويع مصادر الدخل وتحقيق التنمية المستدامة.
من الجدير بالذكر أن البرنامج يقدم مجموعة من المزايا للسائقين المؤهلين، تشمل الدعم المالي الشهري والتدريب المستمر لتحسين مهاراتهم وزيادة كفاءتهم. كما يتيح البرنامج للسائقين الاستفادة من خدمات التأمين الصحي والتقاعدي، مما يساهم في تعزيز الاستقرار الوظيفي والاجتماعي لهم.
في الختام، يمكن القول إن برنامج النقل الموجّه يمثل خطوة هامة نحو دعم العمل الحر في المملكة، ويعكس التزام صندوق تنمية الموارد البشرية بتعزيز فرص العمل وتحقيق التنمية المستدامة. من خلال تقديم الدعم المالي والتدريب المستمر، يسهم البرنامج في تحسين جودة الحياة للفرد والمجتمع على حد سواء.
اقرأ أيضاً: ما هي مهام الشركة السعودية للمعلومات الائتمانية ‘سمة’؟
