إن الشمس والأرض والقمر وجميع الكواكب الثمانية في النظام الشمسي مستديرةن لكن لماذا؟
تعمل قوة الجاذبية لكتلة الكوكب على سحب كل مادته نحو المركز، مما يؤدي إلى تنعيم أي عدم استدارة متناقض. فالعديد من الأجسام الصغيرة في النظام الشمسي ليست مستديرة لأن جاذبيتها ليست كافية لتسوية شكلها.
يمكننا أن نرى ذلك من خلال سرعة الهروب للأجسام المختلفة. فللهروب من جاذبية الأرض، عليك أن تسافر بسرعة حوالي 11 كيلومترًا في الثانية، أو حوالي 40 ألف كيلومتر في الساعة. تتطلب مثل هذه السرعات أكبر الصواريخ. تبلغ كتلة الأرض 6 × 10^24 كغم وهي مستديرة تمامًا. للهروب من جاذبية المذنب 67P، الذي زاره المسباران الأوروبيان روزيتا وفيلة، عليك أن تسافر بسرعة حوالي متر واحد في الثانية. يمكنك القفز بشكل أسرع من ذلك. والمذنب 67P ليس مستديرًا على الإطلاق؛ تبلغ كتلته 10^13 كجم، أي أخف من الأرض بحوالي تريليون مرة، ويشبه شكل البطة المطاطية.
بمجرد أن يصبح عرض الجسم أكثر من بضع مئات من الكيلومترات، فإنه يصبح أكثر استدارة من عدمه. في مثالنا، يبلغ قطر الأرض حوالي 12700 كيلومتر؛ يبلغ عرض المذنب 67P حوالي 4 كم.
وعلى الرغم من عدم احتمالية حدوث ذلك، فقد تساءل بعض العلماء عن شكل الكوكب المكعب. وبافتراض أن الجزء الصخري من الكوكب سيحافظ بطريقة أو بأخرى على شكله المكعب، فلن يكون للهواء والماء أي خاصية سحرية من هذا القبيل، وسوف يتجمعان في وسط كل جانب من جوانب المكعب. وستقتصر الحياة على شواطئ البحيرات الوسطى، حيث ستكون حواف وزوايا المكعب عبارة عن جبال عملاقة غير قابلة للعبور.
ماذا لو كانت الأرض مسطحة، هل هذا ممكن للحياة؟
إن كون الأرض مسطحة هو في الواقع أمر غير واقعي تمامًا. إليكم الأسباب:
1 -الجاذبية لن تعمل بالطريقة التي نعرفها: الجاذبية تسحب كل شيء نحو المركز، ولهذا السبب تكون الكواكب مستديرة. تتطلب الأرض المسطحة نوعًا مختلفًا من الجاذبية، وستكون العواقب وخيمة.
2 -لن يكون لدينا جو: فالجاذبية تحمل الغلاف الجوي حول الأرض. وبدونها سيكون إشعاع الشمس ضارًا، وسيكون الفضاء فراغًا مستمرًا.
3 -نسيان دورات النهار والليل والمواسم: سيتعين على الشمس أن تتحرك في أنماط غير منطقية لتفسير هذه الظواهر على مستوى مسطح.
دعونا نلتزم بأرضنا الكروية المفهومة جيدًا حيث يمكن للحياة أن تزدهر!